أنشر هذه المقالة المترجمة للعربية بعد إعلان الأخ عماد المسعودي فوز هذه المقالة ضمن مسابقة ترجم للريادة، سعدت بهذه المسابقة سعادة خاصة، وذلك لانها تهتم بنشر ثقافة ريادة الأعمال والتي نفتقدها بشدة في مجتمعاتنا وتشجع المحتوى العربي التقني على الانترنت، وسعد بالجائزة لأنها أول 200 دولار يدرها علي حبي للغة العربية :) والآن أترككم مع المقالة
هذه المقالة مترجمة عن فيفيك وادهاوا، رائد أعمال حالياً وأكاديمي سابق، محاضر غير متفرع في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، باحث محترف في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وإداري مقيم في جامعة ديوك
هل أنت مهاجر أرهقتك سنين الانتظار الطوال أملاً في البطاقة الخضراء (جرين كارد) والتي يمكن ألا تحصل عليها أبداً، أم أنك رائد أعمال تتطلع لخفض تكاليفك بشكل جدي، سواء كنت هذا أم ذاك نصيحتي لك، تحرك جنوباً. لا، لست أعني لوس أنجلوس أو سان ديجو، أتحدث عن أقصى الجنوب حيث شيلي. ستجد في انتظارك أزرع مفتوحة وحوافز من شأنها خفض تكاليفك إلي أكثر من النصف، ناهيك عن أنك ستحيا في أرض ستحول كاليفورنيا إلي أرض قاحلة في نظرك.
رجعت لتوي من رحلة رائعة إلي شيلي، حيث كنت مدعواً من قبل حكومتها لإلقاء نظرة على على ما حققوه من إنجاز في التحول إلي مركز تعهيد خارجي. ذهلت حقاً من قدرتهم على النمو بدأً من لا شئ وصولاً إلي مليار دولار من العائدات خلال سبع سنوات أو يزيد. وتعجبت كيف لهم أن يحققوا مثل هذا الإنجاز في مجال متعطش للكفاءات مثل التعهيد الخارجي بدون خنق الصناعات المحلية بامتصاص المهندسين والعلماء الأكفّاء إلي وظائف ذات رواتب مغرية. أخبرتهم بأن أمامهم فرصة سانحة لمنافسة الهند في مجال التعهيد الخارجي كمثل التي للهند في منافستهم في تصدير النحاس. الهند شعبها تخطى المليار. بينما شيلي 16 مليون نسمة، أقل من تعداد بعض المدن الهندية. لكن شيلي تستحوذ على 40% من احتياطي النحاس العالمي، فرق هائل حقاً.
شيلي يمكن ألا تكون الحصان الأسود في التعهيد الخارجي. لكنها يمكن أن تكون درّة أمريكا الجنوبية بقدرتها على التحول إلي الواحة الجديدة للمهاجرين بشكل عام ورواد الأعمال التقنية الذي يشكل التصدير محور أعمالهم. وضعت الحكومة الشيلية تشكيلة من الحوافز الخرافية للشركات التي تشكل التقنية عمودها الفقري والتي تصدر منتجاتها. الحكومة تريدك أن تستثمر 500,000 دولار خلال خمس سنوات لكنها مرنة جداً في آلية تحقيقك لذلك.
ماذا بعد استثمارك 500,000 دولار، ما الذي ستحصل عليه بالمقابل؟ كبداية، سيمنحوك تأشيرة دخول. يمكنك البقاء كيفما يحلو لك – حتى بشكل دائم. عليك أن تقدم خطة عمل لكنك تتمتع بحرية كبيرة في الاختيار من باقة الأعمال التي يدعمونها. أي عمل يقدم منتجات عالية التقنية، منتجات طبية، منتجات تكنولوجيا حيوية، منتجات تكنولوجيا خضراء غير مضرة تحصل على ختم الموافقة، وكذلك صناعات تطوير البرمجيات أو حتى تطوير ألعاب الويب أو تطوير شبكات التواصل الاجتماعية. حتى لو كنت ستنشأ مركز اتصالات أو مركز دعم فني يبيع خدماته للشركات الأجنبية ويظنون أنك مؤهل، ستحصل على التأشيرة.
لكن قبل ذلك، تريد التحري عن البلد أليس كذلك؟ ستمنحك الحكومة 60% من تكاليف التحري أو ما قد يصل إلي 30,000 دولار لزيارة واستكشاف شيلي. وسيضمنون لك 30,000 دولار أخرى لبدء شركتك في شيلي. إن قررت العمل داخل أحد المراكز التقنية الخاصة بهم، ستتكفل الحكومة بدفع الإيجار لمدة خمس سنوات (قد يصل إلي مليون دولار) نيابة عنك أو ستقتسم معك التكاليف إن أردت أن تستقر في أي مكان آخر في هذا البلد الرائع.
ماذا عن حوافز القوى العاملة؟ شيلي قد أمّنت ظهرك بالفعل. فستدفع الحكومة لك (كرائد أعمال تم قبوله) ما قد يصل إلي 25,000 دولار للسنة الأولى "كمصاريف تدريب" لأي مواطن شيلي تعيّنه. بالمناسبة شيلي تملك بعض مدارس الهندسة المتميزة لذا فانتقاء مبرمج جافا أو C# لن يكون عملاً شاقاً، الواحد منهم يتقاضى من 15,000 إلي 30,000 دولار في السنة، أمازلت لا تجد أي مواطن موهوب؟ ستدعم شيلي مجهوداتك لاستقدام من تريد من سانيفيل في مومباي أو من أي مكان قد تجدهم فيه. ويمكنك تدريب هؤلاء الناس على حساب شيلي أيضاً. وإن قررت شراء بعض الأراضي وبناء معاملك أو مكاتبك الخاصة، سيدفعون لك 40% من تكاليفك حتى 2 مليون دولار. ماذا عن المهاجرين المؤقتين أو الموهوبون الذين يرغبون في الانتقال إلي شيلي؟ بسيطة. وفر وظيفة تقنية مناسبة وستحصل على التأشيرات، بدون طرح أي أسئلة. هل بدأت تشعر بما أشعر به؟ (ملاحظة: إن حصلت شيلي على ربع المهاجرون المؤقتون العاملون بوظائف تقنية في أمريكا الآن، فستكون قريبة من مضاعفة القوى العاملة في التقنية داخلها)
لكن مهلاً، مؤكد الموضوع فيه إنّ. بحثت عن تلك الإنّ لكني لم أجدها قط، حتى أني زرت فينا ديل مار وهو منتجع خلاب يبعد ساعة عن سانتياغو. الطقس والمناظر الطبيعة تذكرك بكاليفورنيا (باستثناء أن فصول شيلي المناخية معكوسة – عندما يحل الصيف في الولايات المتحدة، يكون الشتاء مستقراً في الجنوب) يضم منتجع فينا ديل مار شواطئ رائعة ويبدو كأنه النسخة الحديثة من ميامي، وتخيل كم تكلف شقة غرفتين مفروشة بالكامل ومواجهة للشاطئ؟ 500 دولار في الشهر. حتى عاصمتها سانتياغو بمجرد أن تطئها قدمك تشعر كما لو أنك في أحد البلاد الأوروبية الحديثة لكن بمعدل جرائم منخفض للغاية، طقس رائع، مواطنين ودودين. فضلاً عن ركوب الأمواج الرائع في شيلي
ويعلو كل هذا، شيلي دولة ديمقراطية مزدهرة وواحدة من أكثر الاقتصادات انفتاحا في أمريكا الجنوبية. في الحقيقة، لو عزمت على إنشاء شركة ولم يكن هناك حاجة للتواجد في مكان بعينه، سأبدأها في شيلي بدون تردد. ما أدهشنى حقاً هو أن العديد من الشيليين الذين اللتقيت بهم يفاخرون بأن بلادهم أصبحت "أرض المهاجرين". الكل يحكي قصص عن كيف قامت شيلي على أكتاف المهاجرين وكيف رحبت بالمهرة المهضموي الحقوق. هذا يذكرني كيف كانت أمريكا قبل أن تبدأ حركات مناهضة الأجانب بإلقاء اللوم على المهاجرين لأنهم مصدر كل تقصير وسبب كل بؤس. يبدو هذا أكثر من معقول ليكون صحيحا، أليس كذلك؟ هناك بعض الجوانب السلبية. شيلي تبعد 15 ساعة عن الساحل الغربي. وإن أردت البقاء فترة طويلة، ستحتاج لتعلم الاسبانية. هذا ليس ثمناً كبيراً مقابل كل تلك المميزات.
أتتوق لتتحرر من التكاليف والقيود التي تفرضها طبيعة التكنولوجيا في أمريكا الشمالية؟ عليك بالجنوب أيها الفتى التقنيّ
No comments:
Post a Comment